إسرائيل تُصعِّد هدم المنازل في مخيم نور شمس وتحذيرات أممية من التهجير

إسرائيل تُصعِّد هدم المنازل في مخيم نور شمس وتحذيرات أممية من التهجير
قوات إسرائيلية تقتحم الضفة الغربية

تُصعِّد القوات الإسرائيلية عملياتها في مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، بعدما أصدرت أمراً عسكرياً جديداً يقضي بهدم 25 مبنى سكنياً إضافياً، في خطوة تُعد الخامسة من نوعها منذ بدء العمليات العسكرية في المخيم. 

ويأتي هذا القرار في وقت يعيش فيه السكان حالة من القلق المتزايد، وسط مخاوف من أن يتحول النزوح القسري إلى واقع دائم، خصوصاً أن هذه المباني تؤوي أكثر من 300 فلسطيني، معظمهم من اللاجئين الذين لا يملكون بديلاً سكنياً آمناً، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، اليوم الأربعاء.

وتُنفِّذ القوات الإسرائيلية، بالتوازي مع قرارات الهدم، إجراءات أمنية مشددة شملت تفتيش سكان المخيم قبل السماح لهم بدخول منازلهم، وذلك بهدف استعادة بعض مقتنياتهم الشخصية فقط، في مشهد يعكس حجم القيود المفروضة على الحياة اليومية داخل المخيم. 

ويصف الأهالي هذه الإجراءات بأنها تمهيد عملي لعمليات الهدم، ورسالة واضحة بأن وجودهم في منازلهم بات مؤقتاً ومهدداً في أي لحظة.

تصعيد ميداني متواصل

يأتي هذا القرار ضمن سياق تصعيد عسكري متواصل تشهده مخيمات شمال الضفة الغربية، ولا سيما مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس؛ حيث تشن القوات الإسرائيلية عمليات اقتحام متكررة تتخللها مداهمات واعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية. 

وتشير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى أن الأشهر الماضية شهدت تهجيراً قسرياً لنحو 32 ألف فلسطيني من هذه المخيمات، في واحدة من أوسع موجات النزوح الداخلي منذ سنوات.

وتُحذِّر الأونروا ومنظمات حقوقية من أن سياسة الهدم المتكررة التي تُبرَّر غالباً بذريعة “الضرورة العسكرية”، تُسهم في تفريغ المخيمات من سكانها وتغيير واقعها الديمغرافي، مؤكدة أن هذه الإجراءات لا تعزز الأمن، بل تزيد من معاناة المدنيين وتعمق حالة عدم الاستقرار.

مخاوف إنسانية 

يُعبِّر سكان مخيم نور شمس عن خشيتهم أن تتحول عمليات الهدم والنزوح إلى وضع دائم، في ظل غياب أي أفق واضح للعودة أو التعويض. 

ويؤكد الأهالي أن السماح لهم بدخول منازلهم لبضع دقائق لجمع مقتنياتهم لا يخفف من وقع الصدمة، بل يعكس قسوة المشهد الإنساني الذي يعيشه المخيم، حيث تُهدم البيوت التي تمثل الذاكرة والملاذ الوحيد لعائلات لاجئة منذ عقود.

وتُطالب جهات فلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف عمليات الهدم وحماية المدنيين، محذرة من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال الضفة الغربية، ويقوض أي فرص حقيقية للاستقرار، في وقت تتزايد فيه معاناة السكان بين فقدان المأوى، والقيود الأمنية، وغياب الحلول المستدامة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية